استضافت الكونغرس اليهودي الأمريكي بالأمس ندوة إعلامية عاجلة مع القس جونّي مور، رئيس مؤسسة غزة الإنسانية(GHF) . على مدار ساعة، قدّم مور عرضاً مفصلاً عن كيفية تجاوز مؤسسته للنظام الإغاثي التقليدي في غزة، والعمل في منطقة حرب حية تحت تهديد نيران حماس، وتوصيل المساعدات الغذائية مباشرة إلى السكان المدنيين دون تمكين حماس.
هذه القصة لا تحظى بالتغطية الإعلامية التي تستحقها.
فيما يلي بعض النقاط التي قد تكون فاتتك:

مور، وهو قس مسيحي وإنساني، أشار إلى أن عمله في غزة ينبع من قيمه الدينية وتجربته الطويلة مع العرب والإسرائيليين. وقال: “لا شيء أكثر مسيحية من إطعام الجائعين.”

وفقاً للتقارير، طالبت حماس بتفكيك GHF كشرط ضمن مفاوضات وقف إطلاق النار. هذا مؤشر واضح على أن المؤسسة تهدد الوضع القائم الذي استغلته حماس وغيرها من الجماعات المسلحة في غزة لعقود.

قدمت GHF أكثر من 90 مليون وجبة مباشرة إلى سكان غزة، خارج البنية التحتية التي تسيطر عليها حماس والتي هيمنت على المساعدات لأكثر من عشرين عاماً.

وصلت المؤسسة إلى ما بين 800,000 إلى مليون مدني – أي ما يقرب من نصف سكان غزة – من خلال ممرات آمنة تديرها الولايات المتحدة ونموذج توزيع مجتمعي جديد.

الغزيون لم يعودوا مضطرين للدفع لحماس للحصول على المساعدات. يتم تقديم المساعدات من GHF مجاناً، وهو ما أثار دهشة كثير من الغزيين الذين اعتادوا على دفع ثمن المساعدات لسنوات.

تم تصميم نموذج GHF لمنع تحويل وجهة شاحنات المساعدات، والتي كانت تُستغل لبناء اقتصاد ظل لصالح حماس.

GHF  تتغلب على مشكلة واجهتها الأمم المتحدة: اختطاف شاحنات المساعدات من قبل حماس.  قارن القس مور بين نظام التوزيع الآمن الذي تتبعه GHF وتصريح حديث لبرنامج الأغذية العالمي، أفاد فيه بأنه في إحدى الحالات، وصلت فقط 9 من أصل 44 شاحنة مساعدات أُرسلت إلى غزة إلى وجهتها النهائية. قال مور: “في الأسبوع الماضي فقط، أصدر برنامج الأغذية العالمي بياناً – يمكنكم رؤيته على صفحتهم في X – قال فيه إن 44 شاحنة دخلت قطاع غزة، ولكن فقط 9 منها وصلت إلى وجهتها النهائية.”

وأكد أن أياً من شاحنات GHF لم يتم الاستيلاء عليها أو تحويلها عن وجهتها، مشدداً على فعالية نظام مصمم خصيصاً لتجاوز تدخل حماس وضمان وصول المساعدات فعلياً إلى المدنيين.

دعا القس مور بشكل صريح الأمم المتحدة والمنظمات الإغاثية التقليدية إلى ترك السياسة جانباً والتعاون مع GHF. وقال: “لقد توسّلنا علناً وسراً. عرضنا عليهم أن نوصل مساعداتهم نيابة عنهم.”

كشف أنه أرسل عدة رسائل إلى الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، وأضاف: “لقد توقفت عن مراسلته لأنه لا يرد.”

كما أشار إلى أن السفيرة سيندي ماكين صرحت عبر CNN بأن برنامج الأغذية العالمي ليس لديه تواصل مع GHF  رغم محاولات القس مور المتكررة لترتيب اجتماع.

وصف مور كيف أن نظام الأمم المتحدة، بقيادة مكتب الأمين العام، يصر على أنه إذا لم يُسمح للأونروا بقيادة التوزيع، فلن يتم توزيع أي مساعدات. واعتبر ذلك “قراراً سياسياً له عواقب إنسانية”.

أوضح أن التحفّظات على دور الأونروا ليست حكراً على إسرائيل إذ أوقفت عدة دول أوروبية والولايات المتحدة تمويلها بسبب مزاعم موثوقة حول علاقاتها بحماس.

قُتل 12 من موظفي GHF المحليين أثناء تنفيذهم لمهامهم الإنسانية، وأصيب عدد من أعضاء الفريق الأمريكي في هجمات شنتها حماس. ورغم ذلك، تواصل المؤسسة عملياتها بشكل يومي.

آلاف من منصات المساعدات التابعة للأمم المتحدة تقبع داخل غزة دون توزيع، وتتعفن حرفياً. وفي المقابل، توزع GHF عشرات آلاف الصناديق يومياً.

شدد مور على ما يلي: “المعاناة حقيقية. الناس يتضورون جوعاً. لكن لا يمكنك إغراق المنطقة بالمساعدات إذا كانت ستقوي أيدي الظالمين. لقد أثبتنا أن ذلك ممكن بطريقة مختلفة.”

وكشف أن حماس تعمل حالياً على إغلاق الأسواق عمداً وتضخيم المعاناة لخلق ضغط دولي وتعطيل عمل GHF.

وفيما يتعلق بالتقارير عن وقوع وفيات بالقرب من مراكز توزيع المساعدات، كان مور واضحاً: “لم يُقتل أحد داخل مراكز التوزيع التابعة لنا.” وقال إن معظم الضحايا سقطوا في مناطق غير مؤمنة حيث تستخدم حماس الحشود كسلاح دعائي.

وأضاف أن عدد القتلى المدنيين قرب مراكز الأمم المتحدة يفوق بكثير ما حصل قرب مواقع GHF – ومع ذلك، لا أحد في الإعلام يسلط الضوء على هذا الأمر. ودعا إلى تغطية عادلة ومتوازنة.

أشار إلى دراسة من جامعة روتغرز أظهرت أن 80% من التغطية الإعلامية حول GHF اعتمدت على معلومات مصدرها حماس، وفقط 49% من هذه التغطيات كشفت عن مصدر المعلومات. وأضاف: “لم يحمل أي مانشيت رئيسي حماس المسؤولية عن أي شيء.”

وقال مور: “نحن نعمل كي يعيش الناس. لا يجب أن يموت أي غزي فقط لأنه يسعى للحصول على الغذاء.”

كما شارك في الندوة:

دانيال روزن، رئيس الكونغرس اليهودي الأمريكي، الذي شدد على أن المساعدات بدون محاسبة تعني تمكين الإرهاب.

توفا دورفمان، رئيسة المنظمة الصهيونية العالمية، وعساف وايس، نائب رئيس الكونغرس اليهودي الأميركي، وكلاهما شدد على أن هناك 50 رهينة إسرائيلية لا تزال محتجزة في غزة  وهي أزمة إنسانية بحد ذاتها.

اختتم مور مداخلته بحكمتين من التراث اليهودي:
“في غياب القادة، كُن أنت القائد.”
“ليس مطلوباً منك إنهاء المهمة، لكن لا يجوز أن تتوقف عن السعي لإنجازها.”
انقر هنا لمشاهدة الندوة الكاملة والاستماع إلى التفاصيل من مور والمشاركين الآخرين

© 2020 American Jewish Congress.